ملحمتى الالياذة والاوديسا..لـ هوميروس
تعتبر لإلياذة أقدم الملاحم الإغريقية الباقية، ويعتقد أن الذي نظمها هو الشاعر الإغريقي القديم هوميروس، وربما كان ذلك في القرن الثامن قبل الميلاد. وتصف الإلياذة أحداثًا معينة في العام الأخير من حرب طروادة التي نشبت بين بلاد الإغريق وطروادة. وطبقًا للأسطورة فإن حرب طروادة دامت عشر سنوات حتى تمكن الإغريق أخيرًا من هزيمة طروادة. ويعتقد معظم علماء الآثار أن تلك الحرب نشبت خلال منتصف القرن الثالث عشر ق.م إذ إن بعض الأحداث في الإلياذة قد بُنيت على وقائع حدثت خلال تلك الفترة.
نشبت حرب طروادة بسبب هيلين الجميلة زوجة منيلاوس ملك إسبرطة، فقد قام باريس وهو من أبناء بريام ملك طروادة باختطاف هيلين من إسبرطة إلى طروادة. وقاد أجاممنون شقيق منيلاوس جيشًا من أبطال الإغريق لإعادة هيلين إلى إسبرطة.
تنقسم الإلياذة إلى 24 فصلاً وتغطي أحداثها نحو ما يقرب من 54 يومًا. وتقع معظم الأحداث في المعسكر الإغريقي وداخل أسوار طروادة والمناطق المجاورة لها. وتروي الملحمة أن نزاعًا نشب بين أجاممنون وأخيل أعظم أبطال الإغريق الشبان، فقد شعر أخيل بأنه لا يُكافأ بما فيه الكفاية نظير خدماته للإغريق، وشعر أجاممنون هو الآخر بأن أخيل لا يُكنُّ له الاحترام الكافي بوصفه قائدًا للجيش. فانسحب أخيل لخيمته ورفض القتال. واستمرت الحرب دون أخيل. وتراجع الإغريق أمام قوات طروادة بقيادة هكتور أحد أبناء بريام. وتوجه باتروكلس أقرب أصدقاء أخيل لمساعدة الإغريق وهو يرتدي درع أخيل، إلا أن هيكتور قتل باتروكلس مما دعا أخيل للنهوض للأخذ بثأره. وبعدها قتل أخيل هيكتور خارج طروادة، وتنتهي القصة بجنازة هيكتور.
ظلت الإلياذة لمدة ثلاثة آلاف عام تعبيرًا حيًا عن البطولة والمثالية ومأساوية الحرب. وبالإضافة إلى مشاهد المعركة، فإن الإلياذة تتحدث عن الحياة داخل طروادة. فتصف زيارة هيكتور مع باريس وهيلين والوداع العاطفي بين هيكتور وزوجته أندروماك التي تنبأت بموته، وكان هكتور جنديًا عظيمًا، ولكنه كان يمثل رجل الأسرة الذي دُعي للدفاع عن بلاده، وعند القيام بذلك فقد حياته من أجلها.
من عجائب هذه الإلياذة أن مؤلفها شاعر أعمى، وله فلسفة ورؤية في الحياة، ويصف الأشياء وهو لم يراها، فهو يصف المعارك، وكيف تلمع السيوف في تحريكها لتسقط عليها أشعة الشمس فتلمع هنا وهناك، ويصف السفن بتفاصيل لا يعلمها إلا من شاهدها بعينه وركبها.
لا تزال كتب الشاعر هوميروس تعتبر مرجعا أدبيا للكتابات الأدبية، ومنها أخذ الكثير من الأدباء أفكارهم لروايات بلغت شهرة عالمية، وهذه الإلياذة لا تزال إحدى أمهات الكتب الأدبية التي يرجع إليها الدارسون للأدب، مثلها مثل قصص ألف ليلة وليلة العربية، والتي ترجمت لكل لغات العالم، وأصبحت من التراث العالمي، وهي الملهمة للكثير من الأدباء أن يصنعوا من أفكارها مسرحيات أو روايات بروح تتلاءم مع عصر الكاتب.
للتحميل
↓
↓
↓
http://www.mediafire.com/?yn0nembuu2j